عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( خلافته 13-23 هــ )
هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بن عبد العزة بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن لؤي بن غالب بن كعب القرشي العدوي رضي الله عنه لقب بالفاروق لأن الله فرق به بين الحق والباطل اسلم بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة بعد دخول دار الأرقم وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن المهاجرين الأولين ومن أهل بيعة الشجرة "بيعة الرضوان" لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اسلم وشهد المشاهد كلها وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض وكان لأبي بكر وزيرا ونعم الوزير ولى الخلافة بعد أبي بكر وهو أول خليفة دعي بأمير المؤمنين ولم يتخلف عن مبايعته أحد من الصحابة ممن كان بالمدينة ومن كان غائبا عنها .
أما أوصافه الخلقية :
فقد كان طويلا جسيما أصلع الشعر شديد الحمرة ولطوله يبدو من بين الناس وكأنه راكب .
أما أوصافه الخلقية :
فقد كان شديدا في الحق ذكيا ثاقب الرأي متحمسا لدينه وفيا لنبيه وقوي الهيبة عظيم الورع والخوف وافر العدل دقيق المحاسبة لنفسه .
وقد فتح الله به الفتوحات ومصر به الأمصار واتسعت به الممالك الإسلامية ودون الدواوين ورتب الأعطيات حسب السوابق وأرخ التاريخ من الهجرة النبوية وكان نقش خاتمه ( كفى بالموت واعظا يا عمر ) .
أما فضائله فهي كثيرة منها :
- منها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ( والذي نفسي بيده مالقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك) رواه البخاري .
- ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو لم ابعث فيكم لبعث عمر ) رواه الترمذي .
- ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فيمن كان قبلكم من الأمم محدثون فإن يكون في أمتي محدثون فإنه عمر بن الخطاب ) متفق عليه .
- ومنها : قول ابن مسعود رضي الله عنه : ( ما زلنا أعزه منذ اسلم عمر ) رواه البخاري
- ومنها : أنه خير الأمة بعد نبيها وأبو بكر إلى غير ذلك من الفضائل التي لا تعد ولا تحصى .
وقد نزل القرآن موافقا لرأي عمر رضي الله عنه في عدة مواضع منها :
انه أشار أن تضرب أعناق مشركي بدر بدل من أخذ الفدية فنزل قوله تعالى : (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ) ومنها أنه رأى نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتجبن فنزلت أيه الحجاب ومنها : أنه قال لأمهات المؤمنين : لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليبدلنه أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ) ومنها : أنه رأى أن يتخذ مقام إبراهيم مصلى فنزلت (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ومنها : أنه قال : يا رسول الله تصلي على عبد الله بن أبي بن سلول ( وهو رأس المنافقين ) وهو منافق فنزلت (ولا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) .
وقد روي عنه رضي الله عنه شيئا من الكرامات أعطيها في الدنيا قبل الآخرة : منها : انه قال وهو على المنبر في المدينة ( يا سارية الجبل ) وقد بعث عمر سرية إلى العراق وكان قائدها سارية بن زنيم وكادوا أن ينهزموا وقد سمعها سارية على بعد المسافة فاسندوا ظهورهم إلى الجبل فانتصروا ومنها عبور أميره سعد بن أبي وقاص بجبيته على ظهر ماء البحر فدخلوا المدائن سالمين غانمين .
توفى رضي الله عنه عندما كان يصلي بالمسلمين الفجر من أثر طعنات الحاقد أبو لؤلؤة المجوسي وكان ذلك سنة ثلاثة وعشرين من الهجرة عن عمر يناهز ثلاث وستين سنة وخلافته عشر سنين وستة أشهر وأيام .