قتادة بن النعمان
الأمير المجاهد
هو قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر, أبو عمر الأنصاري البدري, وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه، من نجباء الصحابة.
شهد العقبة مع السبعين، فهو من المؤسسين للدولة الإسلامية في مهده، ومن ثم يطلق عليه "عقبي" أي ممن شهد العقبة، وكان من الرماة المعروفين, وشهد بدراً وأحداً فرُميت يومئذ عينه فسألت. فغمزها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة, فردها, فكانت أصح عينيه.
عن عاصم بن عمر بن قتادة, عن أبيه, عن جده قتادة بن النعمان: انه أصيبت عين قتادة يوم بدر، فسألت حدقته على وجنته, فأراد القوم أن يقطعوها, فقالوا: نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم منه , فرفع حدقته حتى وضعها موضعها, ثم غمزها براحته وقال:اللهم اكسه جمالاً. فمات, وما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت.
وفي رواية للطبراني: إن قتادة قد وفى نبيك بوجهه, فأجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظراً. فكانت أحسن عينيه.
عن الهيثم بن عدي عن أبيه قال أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أحد فأتى النبي وهي في يده فقال ما هذا يا قتادة، قال: هذا ما ترى يا رسول الله، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت رددتها ودعوت الله لك فلم تفتقد منها شيئا" فقال: والله يا رسول الله إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل ولكني رجل مبتلى بحب النساء، وأخاف أن يقلن أعور فلا يردنني ولكن تردها لي وتسأل الله لي الجنة، فقال أفعل يا قتادة ثم أخذها رسول الله بيده فأعادها إلى موضعها فكانت أحسن عينيه إلى أن مات ودعا الله له بالجنة.
وظل قتادة رضي الله عنه يجاهد مع المسلمين، وكان على مقدمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما سار الى الشام.
وتوفي رضي الله عنه في سنة ثلاث وعشرين وهو يومئذ بن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب رحمه الله بالمدينة ونزل في قبره أخوه لأمه أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة والحارث بن خزمة، ودفن بالمدينة حيث توفي رضي الله عنه.